مشروع رأس المعري
كان من الطبيعي في لحظة إسعافية ملحة أن تتوجه مساهمات السوريين للإغاثة والإعانة، ليبدو وكأن العمل الثقافي والفكري ترف فائض عن اللزوم، ولكنه بالتوازي مع تلبية الحاجات الإنسانية الضرورية لبقاء السوريين ونجاتهم الآنية، كان لابد من التأسيس لنجاة مستدامة، نجاة ترتكز على الوعي الإنساني الأصيل الذي يتطلع إلى مستقبل يليق بنا نحن السوريين.
في هذا المناخ الصعب تحمّل المؤمنون بجدوى العمل الثقافي عبئاً مادياً إضافياً من أجل دفع هذا المشروع نحو الظهور.
مشروع رأس المعري
كان من الطبيعي في لحظة إسعافية ملحة أن تتوجه مساهمات السوريين للإغاثة والإعانة، ليبدو وكأن العمل الثقافي والفكري ترف فائض عن اللزوم، ولكنه بالتوازي مع تلبية الحاجات الإنسانية الضرورية لبقاء السوريين ونجاتهم الآنية، كان لابد من التأسيس لنجاة مستدامة، نجاة ترتكز على الوعي الإنساني الأصيل الذي يتطلع إلى مستقبل يليق بنا نحن السوريين.
في هذا المناخ الصعب تحمّل المؤمنون بجدوى العمل الثقافي عبئاً مادياً إضافياً من أجل دفع هذا المشروع نحو الظهور.
أهداف المشروع
● تأسـيـس بصمة ثـقـافية ســورية في الخارج، وتوظيفها كرافد لعوامل الضغط من أجـل تحقيق الـعـدالـة في ســوريا.
● إعـادة الاعتبار والمكانة الرمزية لقامة فـكـرية فلسـفية أدبية تعرضـت للانتهاك في مـوطـنـهـا مـن الأطـراف كـلـهـا.
● تـكـريـس المعري كبوصلة ثقافية حرة لم ترتهن لأي سلطة سـيـاسـية أو ديـنـيـة، وتأصـيل دعوته باتباع العقل إماماً.
● الاحتفاء بالمعري كرمز سوري لتأكيد غنى تراثنا وإنسانيته، وقدرتنا نحن السوريين على مقاومة التطرف ونبذ العنف.
جمع المســاهمات
تـمـثـلت الـمـرحلة الأولى بجمع المساهمات من كل بلاد الشتات، وكانت حصراً من أفراد ســوريين ناجين حملوا خطاب الحريات والحقوق العامة. وقد تزامنت هذه المرحلة مع أوقات تصاعد فيها العنف والقصف والتهجير، بدءاً من قصف النظام لبلدة ســراقب بالبراميل والكلور في 10/01/2018 لتنتقل المأساة إلى الغوطة الشرقية، بقصفها مجدداً بالكيماوي في 07/04/2018 وتهجير أبنائها وبناتها. لم تتوقف رحى المأساة عند الغوطة الشرقية، فقد بدأت حملة قصف جوي وأرضي عنيفة في حوران، تسبّبت بمجازر مروّعة، ونزوح عشرات الآلاف نحو الحدود الأردنية التي أوصدت في وجوههم لتفضي هي الأخرى إلى مأساة إضافية.
عن قائمة أسماء المساهمين
قامت “ناجون” بتحويل الكلفة العامة للمشروع إلى أسهم، وجعلت قيمة كل سهم مئة يورو، وحددت أن يكون لكل سهم اسم خاص به، مما يسمح لكل من ساهم وحاز على سهم واحد، أو عدد من الأسهم، أن يمنح كلاً منها الاسم الذي يريد. فجاءت قائمة المساهمين مزيجاً سورياً مدهشاً، اختلطت فيها أسماء المساهمين الناجين بغير الناجين، أحياء وأمواتاً، شعراء وفنانين، كتاباً وإعلاميين، فاعلين ثقافيين ومهتمين حيويين، معتقلين وشهداء وأحياء، سوريين وفلسطينيين ولبنانيين، حدث ذلك حين اختار عدد لا بأس به من المساهمين حجب أسمائهم لصالح أسماء معتقليهم وشهدائهم وأحبتهم الغائبين، بينما رأى الآخرون اعتزازاً في رصف أسمائهم بجانب أسماء المعتقلين والشهداء.
النسبة من الغياب العام
النسب العامة
النسب من الغائبين والموجودين
تشــكيل الطيـن
تضمنت هذه المرحلة تحضير كل ما يلزم المشــروع من أدوات ومواد في غرناطة، وانتقل الفريق إليها في 24/4/2018 حيث يقيم النحات السوري عاصم الباشا، وحيث تكون التكاليف المادية أقل. ســارت خـطـة الـعـمل بأمان، فقد تكاتفت جـهـود ورشة عمل “الناجون” مع النحات ومسـاعديه في وضـع الأســاس الطيني للعمل، حتى بلغ وزن الـطـين المنحوت ثـلاثة أطنان ونصف الطن و اســتغرقت عـملية النحت على الطين 26 يوماً، و تـم إنـجـاز الـمـرحلة الأسـاسـيـة (الـنـحت على الـطـين) بـتـوقـيـع الـفـنـان على العمل النصبي الطيني، وكذلك قامت نــاجــون بــالـتـوقــيــع بـيـد طـفـلـة ســورية بـتـاريـخ 20/05/2018.
نتائج المشروع
● نـجاح السوريين النـاجين بـرسـم خـط من خطـوط الـهـوية السـورية الحديثة؛ هوية قـائمة على العقل والعدالة والسـلام.
● إبــراز قـدرة الســوريين على الـتـكيّف والانـخراط في مجتمعاتهم الجديدة مع الالتزام بالقيم الأخلاقية والنبيلة لقضيتهم.
● إنـجاز أول عمل فني وثـقـافي سـوري طـوعـي بـهـذا الحـجـم والأهـمـيـة من حـيـث الـفـكـرة والـتـنـفـيـذ والـتـمـويـل.
● إدانـة الاعـتـداء على نصــب الـمـعــري فـي بـلـدته مـعـرة الـنعـمان عام 2013 وإدانــة قطـع رأس الـحـرية والـتـفـكير.
● تـقـديـم شــخصية ثـقـافية عظـيمة، تـرمــز إلى حــرية السؤال والتفكير وكـرامة المـثـقف مــن تــراث ســورية الـثـقـافي.
● مـواجـهـة وتصـويب الصـورة الإعـلامية المنمطة عن السـوريـين بعد الحرب، وتعديلها إيجاباً في وعي المجتمعات الغربية.
في نهاية المطاف حصل الناجون من المعتقلات السورية في شتاتهم على رصيد فني وثقافي في أوروبا
ومنارة سلام دالّة و محرضة للضمير الإنساني