رأس المعري

بإرادة الناجين من المعتقلات السورية وشغفهم للحياة والفعل أسّسنا مشروع المعري، استولدناه من جذورنا المعرفية والتاريخية، ومن إيماننا بأنه لا “إمام سوى العقل” كما قال المعري نفسه، وكما تنص دعوتنا الدائمة، كان المشروع إصراراً منا على التشبث بالحياة ورفض الخنوع والاستكانة للأمر الواقع الذي أرادوه لنا. وكان استعادة للرابط المشيمي بيننا وبين وطننا الأم “سوريا” وطناً حراً قائماً على التعددية والديمقراطية.

بإرادة الناجين وشغفهم للحياة والفعل أسّسنا مشروع المعري، استولدناه من جذورنا المعرفية والتاريخية، ومن إيماننا بأنه لا “إمام سوى العقل” كما قال المعري نفسه، وكما تنص دعوتنا الدائمة، كان المشروع إصراراً منا على التشبث بالحياة ورفض الموت والاستكانة التي أرادوها لنا. وكان استعادة للرابط المشيمي بيننا وبين وطننا الأم “سوريا” وطناً حراً قائماً على التعددية والديمقراطية.

رأس المعري

انطلاقاً من حاجتنا الماسة للبدء بالخروج من مستنقع الاستسلام للمظلومية، وحرصاً منا على حضورنا الفاعل في مجتمعاتنا الجديدة، أسسنا وأنجزنا عملاً فنياً ضخماً يحمل هويته ومضامينه السورية المميزة؛ هو رأس المعري، ليكون رمزاً دائم التذكير بقضيتنا السورية وعدالتها، وأيقونة انتظار السوريين للسلام في بلدهم، ومثالاً صريحاً لكرامة المثقف الغير المرتهن لأي سلطة سياسية أو دينية، وكذلك ليكون رمزاً لمأساة اللاجئين والنازحين السوريين.

لرأس المعري المرفوع خارج موطنه رمزية استعادة السوري لحريته وكرامته، وله رمزية الخصوبة الفكرية، واعتماد العقل إماماً يتخطى اليقين بالشك، يدعو صبح مساء لرحابة الفكرة ولذة السؤال، يطارد البحث والتجدد، ويبحث عن جوهر الحياة المرتجى يستصرخ الضمائر ويحفز إنسانيتها، كواحد من الناجين السوريين المتطلعين إلى تحقيق العدالة والسلام في كل مكان، وخاصة في وطنهم الأم سوريا.
صغنا تمثال المعري بقدراتنا وجهودنا؛ بأياد سورية، ليبقى شاهداً على حيويتنا ومحفزاً لنا لبذل المزيد، وهدية وتذكيراً منّا بالمعتقلين والمغيبين القسريين.