إنه شاعر جليل القدر. مُنِيَ في حداثته بذهاب بصره.. وعكف على الدرس لا يشغله عنه شاغل، وتوفر على ما كان في زمانه من علوم وآداب وفنون. حتى الرياضيات والموسيقى والفلك.. وراح يتفكر ويتدبر، ويملي ما يدور في خاطره، ويضطرب به فؤاده. فله شأن غير شأن من سبقوه ومن تلوه من الشعراء الذين يتكسبون بالشعر ويتخذونه أداة للرزق.. وستحتاجون وأنتم تقرؤونه إلى المعجم، وستجدون أبا العلاء أصفى من الجدول الرقراق.
عاطف بركات
1872 - 1924م
من كبار التربويين المصريين المؤثرين في العصر الحديث، تعلم من خاله سعد زغلول الشجاعة والكرامة حتى صار من قادة العمل السياسي في ثورة 1919. اشتغل بالتدريس وعُني بأنماط التفكير عند تلاميذه، حيث جعلهم يتعاملون مع الفقه بالفكر، ومع القضاء بالفلسفة، ومع النظام بالقانون. وكان الأستاذ المفضل لأحمد أمين. عرف عنه حبه للنظام الدقيق، وتحريه العدل مهما كانت الأهوال.
قيل فيه إنه واحد من الأربعين أو الخمسين رجلاً الذين قامت على أكتافهم نهضة مصر في القرن العشرين.