فاضلٌ سار ذكر فضله في البراري والبحور، وأجمع على تقدمته الجمهور، بأنه فارس المنظوم والمنثور. أقر له بالبلاغة والأدب كل بليغ وأديب، ويشهد له قوله من لاميته التي هي أحلى من لام عذار الحبيب، وأغلى من اللؤلؤ النفيس الرطيب:
وإني وإن كنْتُ الأخيرَ زمانُهُ لآتٍ بما لم تَسْتَطِعْهُ الأوائلُ
العباس المكي
1698 - 1765م
عالم وأديب حجازي. ولد في مكة ونهل العلم منها، ثم ارتحل إلى النجف واجتمع بعلمائها، ثم غادر إلى بلاد فارس والهند، واجتمع مع الأمراء ورجال دين.. كان شاعراً متفنناً في ضروب الشعر، ويغلب عليه طابع عصره من التزام الصناعة اللفظية وكثرة استخدام المعاني البديعية. ألّف كتاب نزهة الجليس ومنية الأديب الأنيس في مجلدين مفعمين بنوادر التاريخ في جميع حقبه، من تراجم وسير ومواعظ وحكم وقصص، بذل فيها جهداً كبيراً في البحث والاستقصاء، بالإضافة إلى تدوينه مشاهداته في أسفاره كانت ستمحى من ذاكرة الزمن، لولا أنه أتحف بها التاريـخ.