كان المعري يعيش في جو قرننا الحاضر بل نستطيع أن نعده من حكماء هذا القرن ومن رواد التفكير الروحي الحديث. كان الشعراء قبله وهم مبصرون لا يرون في الحياة إلا أنفسهم ولا يرون في الأدب إلا ما يوصلهم إلى أغراضهم، لكن المعري وهو الأعمى قد ألقى على الحياة نظرة أوسع من نظراتهم وتطلع إلى آفاق أبعد من آفاقهم، فانعكست نظراته عن بيئة قاتمة كأنما هي أشعة الشمس تنفذ إلينا من وراء زجاجة سوداء.
أنيس المقدسي
1880 - 1977م
أديب وناقد وباحث لغوي وشاعر ومسرحي. ولد ونشأ في طرابلس الشام ثم انتقل إلى جامعة بيروت الأميركية، وحصل منها على شهادة البكالوريوس في الآداب.
عمل في التدريس الجامعي، ورقّي إلى درجة الأستاذية، وشغل كرسي رئاسة الدائرة العربية في الجامعة مدة 25 عاماً .. وبعد سن التقاعد عين أستاذا فخرياً دائماً للأدب العربي.
أثرى المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات الشعرية والنقدية والمسرحية.