وفي الجانب الشعري يرى كثير أنه شاعر ممتاز وربما عده بعضهم خير شعراء العربية مؤيدين دعواهم ببراهين: منها أنه الشاعر العربي الفذ الذي استطاع أن ينظم الشعر الفلسفي أو يزاوج بين الشعر والفلسفة مزاوجة نادرة. في قسم من شعره حفظت للشعر قيمته وللفلسفة شيوعها وسلطانها ذلك في شبابه وأما شيخوخته فقد أثمرت لنا اللزوميات. وفيها مقطوعات هي مثل في معانيها وعبارتها على الرغم مما قيدت به من لوازم.
ومنها صدق شعره الذي يصور حياته العقلية والعاطفية تصويراً صحيحاً لا رياء فيه. وصار الدارس غير محتاج إلى مصدر آخر يصحح به هذا المصدر الأصيل لفهم أبي العلاء ومنها أنه نزه شعره عن الاتجار به في سوق المديح فحفظ لفنه مكانته.
أحمد الشايب
1896 - 1976
شاعر وباحث مصري، أنهى تعليمه العام وتخرج من مدرسة دار العلوم في القاهرة، عمل مدرّساً في كلية الآداب في جامعة فؤاد الأول ثم وكيلاً لها، وشغل منصب أستاذ لكرسي الأدب العربي حتى زمن رحيله. يعد من شعراء شباب ثورة 1919، ومن أدباء الإسكندرية المميزين.