ومن عجبٍ أن تلك العصور التي رجمت أبا العلاء، بتهمة الزندقة والإلحاد، رث فيها الدين وعاد الإسلام غريباً في ديار الإسلام، وفقد حرمته في صراع المذاهب ومعترك الأهواء.
ففيم كانت هذه الحمية للدين، تنكر على أبي العلاء ما حرم على نفسه من طيبات الرزق الحلال، ولا تنكر إباحة المحرمات وانتهاك المقدسات؟
فيم الغضب للإسلام، يأخذ أبا العلاء بكلمات جرى بها لسانه تخفيفاً عن كربه واحتجاجاً على اختلال الأوضاع وفساد القيم ونفاق محترفي الدين، ولا تأخذ آخرين بادعاء النبوة واعتناق المثنوية والجهر بالحلول والتناسخ والرجعة، كأن لم يكن في الدنيا غير أبي العلاء عدواً للدين وخصماً للمسلمين.
عائشة عبد الرحمن
1913 - 1998
لقبت ببنت الشاطئ نسبة إلى شواطئ دمياط حيث مسقط رأسها. هي مفكرة وكاتبة مصرية، وأستاذة جامعية وباحثة، وهي أول امرأة تحاضر بالأزهر الشريف، ومن أوليات من اشتغلن بالصحافة ودعمن بشدة تعليم المرأة، وهي أول امرأة عربية تنال جائزة الملك فيصل في الآداب والدراسات الإسلامية. مارست التدريس في جامعات عربية مختلفة، لها موقف من التفسير العصري للقرآن، بالإضافة إلى موقفها الشهير من البهائية وكتابتها عن علاقة البهائية بالصهيونية العالمية.