(ثورة في الجحيم)
بعد أن متُّ واحتواني الحفيرُ…
جاءني يبلو منكرٌ ونكيرُ…
كنتُ في رقدةٍ بقبري إلى أن…
أيقظاني منها وعادَ الشعورُ…
قال من أنتَ وهو ينظر شزراً…
قلتُ شيخ في لحدِه مقبورُ…
قالَ ماذا أتيتَ إذ كنتَ حياً…
قلتُ: كُلُّ الذي أتيتُ حقير …
ليسَ في أعمالي التي كنتُ آتيـ …
ــها على وجهِ الأرضِ أمرٌ خطيرُ…
قال في أيٍّ من ضروبِ الصناعا…
تِ تخصصتَ إنهنَّ كثيرُ…
قال مارستُ الشعرَ أرعى به الحقّ…
وقد لا يفوتني التصويرُ.
جميل الزهاوي
1863 - 1936م
فيلسوف عربي، انكشفت له من الحياة أسرار، فأودعها شعرَه الراقي ونثرَه المتين.
نابغة من ذوي العقول الكبيرة، وشاعر من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي، دافع عن حقوق المرأة، ونُسبت إليه الزندقة في أواخر حياته، كتب فيه طه حسين: لقد كان شاعر العقل، وكان معري هذا العصر، ولكنه المعري الذي اتصل بأوروبا وتسلح بالعلم.