حلي النديّ كرامة للرّاح عجبا أتسكرنا وأنت الصاحي
الدّهر ملك العبقريّة وحدها لا ملك جبّار ولا سفّاح
والكون في أسراره وكنوزه للفكر لا لوغى ولا لسلاح
لا تصلح الدّنيا ويصلح أمرها إلاّ بفكر كالشعاع صراح
خير العقائد في هواي عقيدة شمّاء ذات توثّب و جماح
أعمى تلفّتت العصور فما رأت عند الشموس كنوره اللّماح
نفذت بصيرته لأسرار الدّجى فتبرّجت منها بألف صباح
من راح يحمل في جوانحه الضّحى هانت عليه أشعّة المصباح

بدوي الجبل
1903 - 1981
محمد سليمان الأحمد الملقب ببدوي الجبل، شاعر وسياسي سوري ولد في محافظة اللاذقية، أحد أعلام الشعر العربي في القرن العشرين. تأثر بالمتنبي حتى لقب بمتنبي القرن العشرين. حظي بدوي الجبل بإعجاب الشعراء والنقاد من أبناء عصره الذين أبهرتهم موهبته الخصبة فقال عنه نزار قباني إنه “السيف اليماني الوحيد المعلق على جدار الشعر العربي” ووصفه الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري بأنه أكبر شاعر عرف في هذا العصر.. ترك وراءه إرثاً شعرياً واسعاً تركّز حول القضايا الوطنية والأحداث التي عصفت بالبلاد، ودعا في إحدى قصائده داعياً إلى تحكيم العقل و الحكمة.. في الخمسينيات تولّى حقائب وزارية إضافة إلى انتخابه عدة مرات في البرلمان السوري، وكسائر الشعراء العرب تأثّر بنكسة حزيران 1967 وكتب قصيدته “من وحي الهزيمة” هاجم فيها البعث فتعرض للأذى.