وما من شك أن أبا العلاء كان ديمقراطياً عصرياً وبيان ذلك بما قال في الملوك وأولي الأمر وهو أن يجلسوا على كراسيهم ليهدي رعيتهم ويحق عليهم إصلاح الرعية فليسوا إلا نوابها. وليس من المستحيل أن هذه الروح كانت إحياء الديمقراطية القديمة العربية ولكن على حال تجسمت هذه الروح بصورة حاثة في قوله:
ظَلَموا الرَعيَّةَ وَاِستَجازوا كَيدَها*****فَعَدَوا مَصالِحَها وَهُم أُجَراؤُها
أو:
إِذا ماتَبَيَّنّا الأُمورَ تَكَشَّفَت *****لَنا وَأَميرُ القَومِ لِلقَومِ خادِمُ
فمن الواضح أنه إن يدفع القوم أجرة لملكهم فبمقدورهم أن يحرموه منها ويخلعوه. وهذه ديمقراطية ٌمحضةٌ.
ألفريد غيوم Alfred Guillaume
1888 - 1966
مستشرق وقسيس بريطاني أكاديمي، أتقن العربية والعبرية، وعمل أستاذاً في جامعات: الولايات المتحدة الأمريكية، ولندن، وتركيا، وكان عضواً بمجمعي اللغة في سوريا والعراق.
من مؤلفاته: تراث الإسلام، أثر اليهودية في الإسلام، ومدخل إلى علم الحديث.