إن القرون العديدة التي مرت منذ وفاتك لم تزد مبادئك إلا سمواً وتعاليمك إلا قوة ورسوخاً، فديكارت لم يزد على أن كرر للعالم ما دعوته إليه مئة مرة عن تقديس العقل وتمجيده وتحكيمه في كل صغيرة وكبيرة من شؤون الدنيا والدين على السواء، وكلمته الشهيرة ( أنا أفكر، إذن أنا موجود ) ليست إلا تكراراً غير مقصود لكثير من أمثال قولك:
سَأَتبَعُ مَن يَدعو إِلى الخَيرِ جاهِداً وَأَرحَلُ عَنها ما إِمامي سِوى عَقلي

وروسُّو لم يزد في دعوته إلى الإصلاح السياسي على أن أيد آراءك وكرر أقوالك ودعا الناس إلى اعتناق تعاليمك، إذ كل ما دعا إليه في هذا الباب أو جله هو أن يتمتع الناس جميعاً بحرية الفكر والقول والعمل وأن يكونوا متساويين في الحقوق والواجبات وأن يكون الشعب مصدر السلطات جميعاً إليه يرجع الحكام فيما يدبرون من شؤونه ويصرفون من أموره.

مهدي البصير

1895 - 1974

سياسي وخطيب وشاعر ثائر ومترجم ومدرّس عراقي. ولد في الحلة ونشأ فيها، فقد بصره متأثراً بمرض الجدري وكان في الخامسة من عمره. درس في جامعة آل البيت في بغداد وتابع دراسته في الأدب العربي في مصر.. أوفد إلى مونبلييه في فرنسا، ونال منها شهادة الدكتوراه في الأدب الفرنسي. لقب بشاعر ثورة العشرين لامتياز شعره بالقوة وروعة الوصف وبراعة الاستهلال.

المزيد من قيل في المعري

  • نبذة عن الأنباري

    قال الأنباري

    كان غزير الفضل، وافر الأدب، عالماً باللغة، حسن الشعر، جزل الكلام. وكان ضريراً أعمى، ولم يكن أكْمَه، كما توهمه البعض. ويروى أنه دخل يوماً إلى مجلس المرتضى، فعثَر بإنسان. فقال له: من هذا الكلب؟ فقال: الكلب من لا يعرف للكلب سبعين اسماً. وقال الشعر وهو ابن إحدى عشر سنة، أو [...]

    المزيد..
  • نبذة عن بن أبي حصينة المعري

    قال بن أبي حصينة المعري

      العِلمُ بَعدَ أَبي العَلاءِ مُضَيَّعُ  وَالأَرضُ خالِيَةُ الجَوانِبِ بَلقعُ أَودى وَقَد مَلَأَ البِـــلادَ غَرائِبــــــــاً تَسرِي كَما تَسرِي النُجُومُ الطُلَّعُ ما كُنتُ أَعلَمُ وَهوَ يُودَعُ في الثَرى أَنَّ الثَرى فِيهِ الكَواكِبُ تُودَعُ جَبَلٌ ظَنَنتُ وَقَد تَزَعزَعَ رُكنُهُ أَنَّ الجِبالَ الراسِياتِ تُزَعزَعُ وَعَجِبتُ أَن تَسَعَ المَعَرَّةُ قَبرَهُ  وَيَضِيقُ بَطنُ الأَرضِ عَنهُ [...]

    المزيد..
  • نبذة عن إبراهيم المازني

    قال إبراهيم المازني

    وقد عرف له أهل زمانه ومن جاء بعدهم من الأجيال غزارة الفضل ووفرة العلم وحدة الذكاء. وسعة الإحاطة باللغة. والحذق بالنحو. وجودة الشعر. والإلمام بكل علم معروف بعصره. وكان تلاميذه يعدون بالمئتين ويزحمون داره. ولما مات أنشد على قبره المراثي أربعة وثمانون شاعراً. فهو قد فاز في حياته بالحظ الأجزل [...]

    المزيد..