رفض الدنيا وما سلم.. وتداوى باليأس عن مطامعها ودارى الناس بترك حظه لهم، ومع هذا ظلم.
وكان مطلعاً على العلوم.. متبحّراً في اللغة، متّسع النطاق في العربية، جامع الشعوب للطرق الأدبية، ندرة في العالم، وشذرة في بني آدم، ما ولدت مثله الليالي ولا أوجدت شبيهه المعالي. له من بدائع النظم والنثر قمراها، ومن روائع العلم والعمل سمراها.. هذا على انقطاع حتى عن نفسه، وامتناع حتى عن أنسه. والناس فيه بين مكفر ومعتقد له بالولاية، وما بين بين هذه الغاية.
ابن العمري
1301 - 1384م
ابن العمري 1301 – 1384
مؤرخ وأديب دمشقي من أعيان المئة الثامنة. برع في الكتابة وفنونها، قيل فيه: “منزلته في الإنشاء معروفة، وفضيلته في النثر معروفة”. عُني بدراسة الجغرافيا السياسية، وتواريخ الأمم وعجائبها، بالإضافة إلى دراسة الفلك. أجمع العلماء على امتداحه والثناء عليه علماً وأدباً ودرايةً وتصنيفاً، فنال حظوة عظيمة في عهد الملك الناصر.