وقد عرف له أهل زمانه ومن جاء بعدهم من الأجيال غزارة الفضل ووفرة العلم وحدة الذكاء. وسعة الإحاطة باللغة. والحذق بالنحو. وجودة الشعر. والإلمام بكل علم معروف بعصره. وكان تلاميذه يعدون بالمئتين ويزحمون داره. ولما مات أنشد على قبره المراثي أربعة وثمانون شاعراً. فهو قد فاز في حياته بالحظ الأجزل من الشهرة والتوقير. ولا يزال إلى يومنا هذا في المحل الأول والأرفع بين شعراء العربية. أما فيما عدا ذلك مما هو من الحياة الشخصية. فما حرم شيئاً أو كانت الآلة تعوزه فيه كما يقول وإنما حرم هو نفسه وآثر لنفسه العزوف وأبى عليها كل متعة. فالأمر مرجعه إلى إرادته لا إلى عماه… فاجتمعت له كرامتان: كرامة علمه وأدبه وفضله. وكرامة بيته وآله. وخلق حساساً جداً حتى لكأنما يحس الدنيا بأعصاب عارية لا يسترها لحم ولا يقيها جلد.

إبراهيم المازني

1889 - 1949

مدرّس وشاعر وناقد وصحفي وكاتب روائي مصري من شعراء العصر الحديث، وهو واحد من كبار الكتاب في عصره، عرف بنقده المتميز وبأسلوبه الساخر سواء في الكتابة الأدبية أو الشعر. خلف وراءه تراثاً غزيراً من المقالات والقصص والروايات، ويعد من رواد مدرسة الديوان وأحد مؤسسيها، ترجم العديد من الأشعار من الانكليزية إلى العربية، وقيل فيه إنه لايفوقه أحد في الترجمة من لغة إلى لغة شعراً ونثراً.

المزيد من قيل في المعري

  • نبذة عن محمد إسعاف النشاشيبي

    قال محمد إسعاف النشاشيبي

    عبقرية عربية نثرت فبهرت، ونظمت فعجبت، وفكرت فحيرت، وأبدعت وتفننت إذ قالت وألفت فأدهشت. وعلمها في كل فن من فنون اللغة في وقتها علم إحاطة علم الحقي المحيط لا العالم النتفة. لم يكن الشيخ من العبقريين الملهمين بل كان من العبقريين الدارين المدركين، تعلم واستعلم فعلم، وسأل واستفهم ففهم، وللقائل [...]

    المزيد..
  • نبذة عن ابن العديم

    قال ابن العديم

    إني وقفتُ على جملةٍ من مصنّفات عالم معرة النعمان.. فوجدتها مشحونةً بالفصاحة والبيان، محتوية على أنواع الآداب، مشتملة علوم العرب على الخالص واللباب، لا يجد الطامح فيها سقطة، ولا يدرك الكاشح فيها غلطة... قَصَدَهُ جماعةٌ لم يعُوا وعيَه، وحسدوه إذ لم ينالوا سعيه، فتتبعوا كتبه على وجه الانتقاد، ووجدوها خالية [...]

    المزيد..
  • نبذة عن ابراهيم مصطفى

    قال ابراهيم مصطفى

    كتب لأبي العلاء المعري صنوفاَ من المجد العلمي. كان عالماً لغوياً فكان هذا أبين مجد له وأشرقه. ومذ كان أبو العلاء بهر الناس علمه باللغة وتصرفه فيها وإحاطته بعلومها ولم يتعلق عليه في هذا متعلق. وأستطيع الآن أن أقرر مطمئناً أن أبا العلاء كان عالماً بالنحو وأن أقرر – كذلك- [...]

    المزيد..