العِلمُ بَعدَ أَبي العَلاءِ مُضَيَّعُ | وَالأَرضُ خالِيَةُ الجَوانِبِ بَلقعُ |
أَودى وَقَد مَلَأَ البِـــلادَ غَرائِبــــــــاً | تَسرِي كَما تَسرِي النُجُومُ الطُلَّعُ |
ما كُنتُ أَعلَمُ وَهوَ يُودَعُ في الثَرى | أَنَّ الثَرى فِيهِ الكَواكِبُ تُودَعُ |
جَبَلٌ ظَنَنتُ وَقَد تَزَعزَعَ رُكنُهُ | أَنَّ الجِبالَ الراسِياتِ تُزَعزَعُ |
وَعَجِبتُ أَن تَسَعَ المَعَرَّةُ قَبرَهُ | وَيَضِيقُ بَطنُ الأَرضِ عَنهُ الأَوسَعُ |
ما ضَيَّعَ الباكِي عَلَيكَ دُمُوعَهُ | إِن الدُمُوعَ عَلى سِواكَ تُضَيَّعُ |
قَصَدَتكَ طُلّابُ العُلومِ وَلا أَرى | لِلعِلمِ باباً بَعدَ بابِكَ يُقرَعُ |
بن أبي حصينة المعري
1000 - 1064م
من أبرز شعراء العصر العباسي. ولد ونشأ في معرة النعمان، وتلقى علومه الأولى على علمائها كأبي العلاء المعري وغيره.
كان شاعراً مكثراً مطيلاً، فيّاض الشاعرية، يطبع شعره على غرار الفحول كالبحتري والمتنبي. أكثر شعره المديح، ورثاؤه قليل، يتخيّر ألفاظه ويعنى بتراكيبه، ويتأنق في ديباجتها.. وله وصف للطبيعة والحرب، وله غزل وخمر. ذكره أبو العلاء المعري في أول الديوان، وفيها أظهر عظيم تقديره لابن أبي حصينة.